وجوب معاداة الكافرين ونصرة المسلمين

وجوبمعاداة الكافرين ونصرة المسلمين

الحمد لله رب العالمين ، أمرنا بمعاداة الكافرين ، وحذرنا من موالاةأعداء

الدين ، أحمده جل وعلا حمدا كثيرا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك

له ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، أرسله بشيرا ونذيرا ، واعياإلى

الله بإذنه وسراجا منيرا ، فأدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة ،وكشف

الله به الغمة ترك أمته على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ،صلى

الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين

أما بعد : فأوصيكم ونفسي بتقوىالله سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا

الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتممسلمون }. عباد الله : إعلموا أن مآسي

المسلمين أكثر من أن تحصر ، وما حل بهم منمصائب واعتداءات ، بعضه يذكر

وأكثره لا يذكر !! وأما حال الإخوان مع إخوانهم .. فكما هو واقع ومشاهد ،

لقد تخلى كثير من المسلمين عن إخوانهم ، فصمت آذانهم عنسماع استغاثاتهم ،

وانصرفت جموعهم عن تلبية نداءاتهم ، أسلموهم لأعدائهم ،وتركوهم فريسة سهلة

بين أنياب الوحوش الكاسرة في أماكن عديدة .. إن الأمر جد ليسبالهزل !! ليس

سهلا على المسلم – ولا ينبغي أن يكون كذلك – أن يقف متفرجا علىإخوانه وهم

يظلمون ، وهم يذبحون كما تذبح الشياه .. تقتل أبنائهم ، وتهتكأعراضهم ،

ويفتنون عن دينهم ، ويحرمون من حقوقهم ، ويشردون من ديارهم ، يفترشونالأرض

ويلتحفون السماء .. إن المنافق يسكت عن هذا العمل ولا يبالي .. وإنالكافر

يؤيد هذا العمل ولا يبالي .. وإن المسلم الحق لا يرضى بهذا الحال أبدا !!

لأنه مأمور من قبل الله سبحانه ، بموالاة المؤمنين ونصرتهم ،وتأييدهم

وإعانتهم ، وكف الأذى عنهم .. مأمور بمعاداة الكافرين وبغضهم ، وبذلالنفس

والمال في جهادهم ، ودعوتهم ، ورد عدوانهم ، وذلك باق ما بقي علىالأرض

مسلم وكافر ..

في كل أفـق على الإسلام دائـرة

ينهد من هولها رضوىوثهلان

ذبـح وصلب وتقتيل بـإخوتـنا كما أعدت لتـشفي الحقد نيران

يستصرخون ذوي الإسلام عاطفة فلم يـغـثهم ليوم الروع أعوان

فاليوم لا شاعريبكي ولا صحـف تحكي ولا مرسلات عندها شان

هل هـذه غيرة أم هـذه ضعـة للكـفر ذكروللإسلام نسـيان

أيها المسلمون : إن الموالاة والمعاداة هما : إظهار الحب والبغضبالأقوال

والأعمال والنوايا .. والواجب على المسلم : أن يوالي في الله ، ويعاديفي

الله ، قال سبحانه :{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذينيقيمون

الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوافإن

حزب الله هم الغالبون }. قال الشيخ ابن سعدي – رحمه الله – في تفسيرهذه

الآية [ إن الله عز وجل نهى عن ولاية الكفار من اليهود والنصارى ،وغيرهم

من باب أولى ، وذكر أن مآل توليهم هو الخسران المبين في الدنياوالآخرة

..وأخبر عن الذين يجب ويتعين علينا توليهم دون غيرهم ، فقال تعالى :{ إنما

وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا،

ومن كان لله وليا فهو ولي لرسوله وللمؤمنين ، ومن تول الله ورسوله كانتمام

ذلك تولي من تولاه الله ورسوله ، وهم المؤمنون الذين قاموا بالإيمانظاهرا

وباطنا ، وأخلصوا للمعبود بإقامتهم لواجبات الإسلام ، وقد أفادت أداةالحصر

في قوله تعالى :{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } أنه يجبقصر

الولاية على من ذكرهم الله تعالى في الآية والتبري من ولاية غيرهم ].

عباد الله : في دين الإسلام لا بد من تحقيق محبة المؤمنين وعداوةالكافرين

والمنافقين والمرتدين .. وليس معنى ذلك أن يعيش المسلم في كآبة وحزنوضجر

وضيق ومعاناة طيلة حياته .. لكن المقصود والمراد من معاداة أعداء الله ،هو

أن يتحول هذا الشعور إلى عمل مثمر بناء ، فيكون المسلم ناصرا لإخوانه،

مساندا لهم ، مشفقا عليهم ، رحيما بهم .. ويكون مجاهدا لأعداء الإسلامبقدر

استطاعته ، محذرا منهم ومن مكائدهم ومخططاتهم ، مع بذل الجهد في إيصالدعوة

الإسلام إليهم ، وتبليغها لهم ، لإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادةرب

العباد ، ومن الشقاء إلى السعادة ، ومن الظلمات إلى النور .. فلنتق اللهجل

وعلا ، وليؤد كل مسلم واجبه ، وليقم بالامتثال لأوامر خالقه ، وليحققهذه

الشعيرة العظيمة ، الولاء والبراء ، والحب في الله والبغض في الله .. أقول

ما تسمعون وأسأل الله لي ولكم وللمسلمين الهداية والمغفرة والرحمة

الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه ، أما

بعد : فاتقوا الله كما أمركم بذلك ، وتذكروا قول الله سبحانه :{ إنما

المؤمنون إخوة } وقوله عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين فيتوادهم

وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسدبالسهر

والحمى ) فأعطوا الولاء لإخوانكم ، ولا توالوا أعداء الله ، فتسخطوهسبحانه

وتغضبوه .. قفوا معهم ضد الكفار المعتدين .. قفوا معهم ضدالمشركين

المتربصين .. قفوا معهم ضد المنافقين والمفسدين .. قفوا معهم ضدالمرتدين

والمناوئين .. { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان