فيروس «الحياة جميلة» يسرق أدق التفاصيل من «الحواسيب»...

حذرت شركتا «ميكروسوفت»، و»نورتن انتي فايروس» العالميتان من فيروس جديد، يصل عبر رسائل البريد الإلكترونية، يفتك بنظام الحاسب الآلي، ويسرق كل محتوياته، ويحمل اسم «الحياة جميلة» (Life is beautiful).

ورغم انتشاره السبت الماضي، إلا أن شركات مكافحة الفيروسات، لا تزال عاجزة عن إيجاد حل له، مكتفية بإرسال رسائل تحذيرية لجميع المستفيدين منها. ويزرع هذا الفيروس في صفحة برنامج «بوربوينت»، ويحمل إيحاءً مبدئياً بأنه شيء عادي جداً، وما أن يقوم المُستخدم بفتحه، حتى تبدأ السيطرة الفيروسية من خلال رسالة تقول «تأخرت... حياتك الآن ليست جميلة»، ليقوم المُرسل باستقبال محتويات الحاسب الآلي.

ويستطيع الحصول حتى على الرقم السري للبريد الإلكتروني، في أضخم عملية هكرز بحسب المواقع الأجنبية. ويحمل اسم الهكرز القائد لهذا الفيروس «life owner». وحذرت منه شركات ومؤسسات متخصصة في عالم الحاسب الآلي. ويستخدم ناشرو الفيروسات، وأصحاب الاختراقات صوراً ومشاهد مُسجلة لمواد إباحية. وتعد صور الفنانات وفضائحهن المصيدة الأقوى التي يفرضها هؤلاء في محركات البحث، التي تجد مستخدمين كثيرين لها، ما يعرضهم للغش وتدمير أجهزتهم الحاسوبية.

واتخذت جماعات توعوية نهجاً معيناً، لتطبيقه، من طريق نشر رسائل تحمل أسماءً وعبارات جنسية، توصل الداخل إليها إلى صفحات تُظهر القبر، والموت، وتدعو إلى «مخافة الله والإيمان به». وتنشط هذه الموجة الدعوية الجديدة هذه الأيام، من خلال دخولها إلى مواقع المحادثة المرئية والمسموعة، مثل الـ»بالتوك»، من خلال الغرف الجنسية، وتلاقي حجباً من القائمين على تلك الغرف. ولا تجد هذه الجماعات حرجاً من مخاطبة الجمهور بعبارات بذيئة، وإيحاءات جنسية حادة، لإيصال فكرتها، التي على ما يبدو، أنها «حققت نجاحات جيدة في هذا الخصوص». وتغزو هذه الموجة المواقع والمنتديات المهتمة بالفضائح، والمواد الجنسية، وتجد متعاملين كثيرين معها. ويؤكد أحد القائمين على هذه الحملة (فضل عدم ذكر اسمه) أنها «جاءت ضمن حدود التوعية، بعد أن أغرت المواقع والمواد الإباحية الشباب، وأصبحوا يجتهدون في اختراق صفحات الحجب المفروضة للوصول إلى تلك البؤر الفاسدة والخطرة».

وأشار إلى أن «العبارات التي نصطاد بها هؤلاء، قد يراها البعض أنها مقززة، وتتجاوز الذوق الأدبي العام، وأنا معهم، لكن السؤال هنا أيهما أكثر خطورة؛ هذه العبارات المكتوبة التي نبتغي منها الوصول لغاية سامية، أو تلك المواد الجنسية المتبعثرة في الشبكة العنكبوتية؟» وكانت الفيروسات منذ أن تحدث عن ظهورها في العام 1989، خيل للكثيرين، ومن بينهم خبراء في هذا المجال، أن ذلك مجرد خرافة، وأن وسائل الإعلام تحاول أن ترسخها في أذهان الناس، كحقيقة، رغم أنها لا تمت إلى الواقع بصلة.

وامتدت هذه الظاهرة حتى باتت المُهدد الرئيس للثورة المعلوماتية، التي أصبحت حالياً من أهم المحركات الحياتية، فمن عدد قليل من الفيروسات، لا يتجاوز أصابع اليد في السنة الأولى، إلى ما يزيد على 15 ألف فيروس في الوقت الجاري. وتتنوع هذه الفيروسات بين البسيطة والمعقدة الذكية، إلا أن النوع الأخير الأكثر ضرراً على الأجهزة.